صراع فيان و ايفان، هل اثمر بشيء للنازحين و العائدين
مرة اخرى كشفت النائبة عن نينوى فيان دخيل، يوم الثلاثاء، أن وزارة الهجرة والمهجرين قامت بتوزيع سلة صحية “منتهية الصلاحية” على النازحين في المحافظة، مضيفة أن الوزارة قامت أيضاً بتجهيز المخيمات بوقود غير مطابقة للمواصفات المعتمدة.
وقالت دخيل خلال مؤتمر صحفي عقدته بمبنى البرلمان ، إن “وزارة الهجرة أرادت توزيع سلة صحية منتهية الصلاحية للنازحين، وبصفتي نائبة عن سنجار ومحافظة نينوى وعضو في اللجنة النزاهة، فإني أؤكد أن هناك مبالغ كبيرة رصدت لوزارة الهجرة والمهجرين على تقوم بواجباتها إلا أنه وللأسف ملفات الفساد في الوزارة كبيرة جداً”.
ليست هذه المرة الاولى و على الاغلب لن تكون الاخيرة ، فيان دخيل النائبة و الناطقة الرسمية باسم قائمة الديمقراطي الكوردستاني في مجلس النواب العراقي تتهم ايفان جابرو وزيرة الهجرة و المهجرين و وزارتها بالفساد و اهمالهم و تهميشهم للنازحين ، بدايةً من حملة فساد الثلج و النفط الابيض و التعويضات و تعويضات العودة الى الوصول الى اخر تصريح اعلاه الذي تؤكد فيه دخيل ان الوزارة وزعت سلات غذائية منتهية الصلاحية ..
فيان دخيل النائبة التي تنتمي الى الاقلية الايزيدية و ايفان جابرو التي تنتمي للاقلية المسيحية و هما من سكنة نينوى بالاصل صراعهم هو صراع سياسي و حزبي حسب راي النازحين و العائدين ، لا حركة بابيلون و لا الحزب الديمقراطي الكوردستاني للان لم يتفقوا على اي امر يخص نينوى ، و الاتهامات مستمرة بين الطرفين و كلاهما يتهم الثاني بالتجاوز و التطاول على المكون المسيحي في سهل نينوى ،و ازدادت شرارة هذا الصراع من التصادم المستمر للنائبة فيان دخيل ب الوزيرة ايفان جابروا التي تدير الحقيبة الوزارية الوحيدة لحركة بابيلون و كذلك ازداد حدة التوتر بين الطرفين بعد احداث حريق الحمدانية ..
فيان دخيل و هجماتها المستمرة على الوزارة لم تتوقف ، تارة توصفها بالوزارة الاكثر فساداً و تطالب بحلها و تارة تؤشر لـ “سرقات وفساد” في وزارة الهجرة وتدعو لاستجواب جابرو و تارة اخرى تؤكد ان وزارة الهجرة وزعت مواد غير صالحة و”سامة” على النازحين ، و اتهمتهم بملفات فساد تصل الى مليارات في صفقة شراء ثلج للنازحين ب 7 مليار دينار عراقي و وصفت دخيل جابروا بـ ” ام الثلج ” و كذلك حشدت نواب اخرين و قامت بجمع تواقيع لاستجواب الوزيرة ” جابرو ” في تصريح سابق لها ، جُمع أكثر من 50 توقيعاً من أعضاء مجلس النواب العراقي، وذلك بهدف استجواب وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية إيفان فائق جابرو بشأن عدد من ملفات الفساد”.
وأضافت: “أبرز ملفات الفساد مرتبطة بمشروع السلة الغذائية، ومخيمات النازحين، والمنح المالية للاجئين والنازحين، وبحوزتنا تقاريرٌ من ديوان الرقابة المالية بخصوص هذا الأمر ..
و في الجانب الاخر لم ترد ايفان جابرو على فيان دخيل للان و انما كان لهم رد و اسموا فيان دخيل و اخرون بـ ” الاصوات النشاز ” و جاء ردهم كما يلي ” في الوقت الذي حققت فيه الوزارة نجاحًا كبيرًا في ملف عودة النازحين بشكل طوعي وإغلاق المخيمات، تحاول بعض الجهات مهاجمة الوزارة إعلاميًا وإطلاق الاتهامات جزافًا، ظنًا منها أنها ستكسب ودّ الجهات الرافضة لعودة النازحين، وضرب إنجازات الوزارة عن طريق التشويش على الرأي العام و ان وزارة الهجرة لن تتوقف عن إغلاق المخيمات في إقليم كردستان وتسهيل العودة الطوعية لجميع النازحين فيها، إسوة ببقية المحافظات وخصوصًا أهلنا في سنجار تنفيذًا للبرنامج الحكومي
هذا الصراع لم يصفر عن اي خير او خدمة للنازحين فمنذ اكثر من 3 سنوات لم يعد الاهتمام بالنازحين كما في السابق و اغلبية المنظمات الدولية غادرت العراق او انها غادرت مناطق النزوح و تقدم خدماتها في مناطق العودة ، النازح الان يعيش حاله حال اي مواطن فهو يشتري الماء و الكهرباء و كل الامور المتعلقة بحياته اليومية ..
ايمن مراد ، نازح ايزيدي في مجمع شاريا بمحافظة دهوك يقول لـ ايزيدي 24 ، انا لست نازح و حالي حال اي مواطن هنا فليس هناك اي مساعدات او معونات لا من الحكومتين و لا من المنظمات ، نحن النازحين نعتمد على انفسنا في كل مجالات المعيشة و هذا ما اتعب كاهلنا و نعمل من الصباح للمساء من اجل توفير لقمة العيش ..
و يضيف ايمن ، ان الدعم الذي كان ياتي من المنظمات او من الحكومة كان عامل مساعد لنا فكنا نعتمد على المعونات في المواد الغذائية و المنزلية و كذلك كانت تصرف لنا مبالغ مالية من المنظمات و لكن جميع هذه الامور انتهت مع حرب اوكرانيا ..
الناشطة رنا بلو ، العائدة حديثاً من النزوح الى سنجار تقول لـ ايزيدي 24 من المعيب ان لا تستطيع الحكومة الدعم الكافي لاعادة النازحين الى مناطقهم و وجود مخيمات نازحين عراقيين داخل العراق معيب جداً للدولة و لسيادتها و الابقاء على النازحين لعشر سنوات في خيم لا تتوفر فيها ابسط مقومات الحياة امر مخزي ..
اضافت بلو ، هل يعقل ان يكرم شعب خارج من ابادة جماعية بالخيم ، و اي خيم ، خيم بلا دعم و بلا مساعدات او معونات و حين يقرر النازح العودة يجب ان يعتمد مرة اخرى على دعم المنظمات للعودة او لبناء او ترميم منزله ، لان الدعم الحكومي معدوم ..
الناشط سعد حمو في حديثه لـ ايزيدي 24 يقول ، ان الصراع و تراشق الاتهامات بين النائبة فيان دخيل و الوزيرة ايفان جابرو لم يلقي بضلاله السلبية على علاقة بين حزبين فقط و انما احدث شرخ بين الايزيدية و المسيحيين و تصريحاتهن و اتهاماتهن لبعضهن مجرد اوراق سياسية لا تخدم لا الحكومة و لا النازحين و لا العائدين ..
و اشار حمو ، ان فيان دخيل صوت سياسي يصرخ و يصدح لمصلحة جهة سياسية لا يمكن ان يمثل رأي الايزيدية او النازحين بصورة عامة و صراعها المستمر مع الوزارة لم يفرز عن اي نتيجة ايجابية للنازحين ..
مشيراً الى ان لا فيان صوتها يمثل معاناة النازحين الايزيديين و لا ايفان تمثل المسيحيين او الاقليات في وزارتها ، لا الاولى استطاعت ان تغير من واقع شعبها الخيموي شيء و لا الوزيرة الاخيرة للمهجرين غيرت من واقعنا شيء ..
تقول الناشطة رنا بلو ، ان الصراع بين فيان دخيل و ايفان جابرو لم و لن يكن من اجل النازحين و لا من اجل مصلحتهم و انما هو صراع بين بابيلون و الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، مشيرة الى ان العائدين و النازحين سنجار يتأرجحون بين صراعات فيان وايفان السياسية
و اضافت انه منذ ان تم تشكيل الحكومة الحالية ونرى تصريحات لفيان دخيل تعارض او تتهجم على ايفان بشأن اهالي سنجار العائدين والنازحين منهم وكذلك ايفان ترد لها ، و لم يستفد لا النازحين و لا العائدين من هذه الصراعات ، فالنازح ما زال يعيش على حسابه دون دعم و معونة من الحكومة و العائد من النزوح ايضاً يعتمد كلياً على نفسه في بناء و ترميم منزله دون تعويض او دعم ..
مع بداية السنة الجديدة اقرت الحكومة العراقية على اغلاق مخيمات النزوح في كوردستان و جاء بيان رئيس مجلس الوزارء بهذا الشان في جلسة المجلس بتاريخ 02/01/2024 كالتالي ، من أجل إنهاء ملف النزوح، جرت الموافقة على استمرار العمل بقرار المجلس المرقم (23466) لسنة 2023، تلبية لحاجات العوائل النازحة والعائدة من النزوح والتخفيف عن كاهلها، ويكون تاريخ 30 حزيران 2024، موعداً لإغلاق المخيمات والإعادة الطوعية للنازحين، وتأليف لجنة من وزارات، الهجرة والمهجرين والتربية والصحة، وحكومة إقليم كوردستان، لإغلاق هذا الملف.
اغلاق المخيمات و اعادة هذا الكم الهائل من النازحين دون برنامج حكومي للتعويض او للمساعدة في بناء الدور السكنية اعتبرها الناشط سعد خمو بـ خطوة كارثية ، حيث اضاف ان الجميع مع انهاء ملف النزوح و لكن اغلاق المخيمات و اعادة النازحين يحتاج الى برنامج حكومي مدروس ، فاغلبية العوائل الايزيدية المتبقية في النزوح هم من اهالي جنوب جبل سنجار اي ناحيتي القحطانية و القيروان و هذه المنطقة كانت غالبية البيوت طينية و جميعها تهدمت و تعرضت المنطقة الى دمار كامل من حرق للبيوت و سرقة الممتلكات حتى الابواب و الشبابيك و الاسلاك الكهربائية لم تسلم من السرقة ، لا اعرف كيف تتخذ الحكومة هكذا خطوة غيرة مدروسة و حتى ان كان لها برنامج مدروس لا يمكن تطبيقه في مدة اقصاها 6 اشهر القادمة دون تعويضات حقيقية لدعم ضحايا الحرب. ..
اما بالنسبة لملف التعويض من قبل وازارة الهجرة و المهجرين فبحسب تصريح د. بكر سليمان، عضو لجنة تعويضات غرب نينوى والمشرف على مكاتب ناحية الشمال للتعويضات و ممثل عن وزارة الصحة لـايزيدي 24 انه ما يقارب 12,500 معاملة تم ملؤها لغرض الحصول على التعويضات ، و ان عدد المعاملات المنجزة حتى الان و من ضمنهم تراكمات اعوام ” 2021 و 2022 و 2023 ” تقارب 10،000 تم المصادقة عليها و رفعها إلى المحافظة و المالية ..
و اشار الدكتور بكر ان المتبقين من 12,500 معاملة ما زالت تحت العمل و التدقيق من قبل اللجنة و الخبراء للتأكد منها.
الدكتور بكر سليمان في مستهل حديثه لـ ايزيدي 24 اكد ، ان الذين استلموا مبالغ التعويضات من سنجار أكملها هم فقط ٢٠ حالة او ” معاملة ،اما بخصوص المتبقين فهناك موافقة رسمية و استئناف لتوزيع المبالغ و حسب آخر لقاء بين دائرة سنجار و المحافظ وعدهم باعطاء اولوية و جهد حاص لسنجار.
